Page 76 - web
P. 76

‫مقالات وآراء‬

         ‫الجرائم العابرة للحدود عبر‬

            ‫وسائط الدارك ويب‬

‫تشهد الجرائم العابرة للحدود تطورًًا كبيرُُا سواء في نوعيتها أو في آثارها‪ ،‬وذلك‬

‫لاندماجها مع التكنولوجيات الناشئة‪ ،‬فقد سعت العديد من المنظمات الإجرامية إلى‬
‫استغلال التكنولوجيا في تنفيذ جرائمها واستقطاب ضحاياها وأعضائها أيضًًا‪ ،‬ومما لا‬

‫شك فيه أن «الدارك ويب» أو ما يعرف بالويب المظلم أحدى هذه التكنولوجيات الناشئة‬
‫‪ ،‬الذي بات يشكل ساحة من ساحات الجريمة‪ ،‬وتعقد الأمر كثيرًًا عندما دخلت روبوتات‬

         ‫الذكاء الاصطناعي داخل هذا العالم الخفي للمساعدة في تنفيذ الجرائم ‪.‬‬

‫عبروالقددارشكغويل باب‪،‬ل الحبياثحثييعنتبورر الجـا»لداالرقكانووينبف»ي املآكاوًًنناةيالعأززخيرمةناناتنتشاشرارالتلجرائك امل الجراعئابرم‪،‬ة لوليحسدهودل‬

‫المهام أمام ارتكابها‪ ،‬ويجعل مكافحتها ليس بالأمر الهين‪ .‬وعلى الرغم من أن الجريمة‬

‫العابرة للحدود ليست ظاهرة جديدة ‪ ،‬فإنها تمارس العديد من التحديات المضاعفة‬

‫سواءفيالداخلأوالخارج‪ ،‬فتهريبالمخدرات‪،‬والروابطبينمهربيالمخدراتوالإرهابيين‪،‬‬

‫وتهريب المهاجرين غير الشرعيين‪ ،‬والاحتيال المالي والمصرفي واسع النطاق‪ ،‬وتهريب‬
‫سا ًًما‬  ‫اولأمتسنلاحميةا‪،،‬واولتقودر ُُشطّّبالهمتحبتعملضفاليأدبسيراقتةالوبجيريعمالة املوامند الظنمووةيالة‪،‬عاوبرغيةرللهاح تدوشدكباللسخرليطًاًطان‬
‫الذي‬

‫ينتشر في جميع أنحاء العالم؛ حيث يمكنها أن تعطل الأسواق الحرة‪ ،‬وتستنزف الأصول‬

                                ‫الوطنية‪ ،‬وتعوق تطوير المجتمعات المستقرة‪.‬‬                                                                                      ‫أ‪.‬د وليد رشاد‬
‫ووفًًقا للأمم المتحدة‪ ،‬فإن التهديد الذي تشكله الجريمة المنظمة العابرة للحدود‬
                                                                                                                                                   ‫المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية‬
‫على النسيج الاقتصادي والاجتماعي ظهر في منتصف تسعينيات القرن الماضي‪ .‬ولعبت‬                                                                                    ‫جمهورية مصر العربية‬

‫العديد من العوامل دورها في انتشارها ويتمثل أبرزها في عولمة شبكات الأعمال‪،‬‬                                                                                                       ‫‪76‬‬

‫وخفض الحواجز التجارية‪ ،‬والتقدم التكنولوجي‪ ،‬والفوضى الناتجة عن نهاية الحرب‬
‫الباردة‪ .‬وعلى الرغم من أن مستوى تعقيدها غالًًبا ما ُُيستهان به‪ ،‬فإن المنظمات‬

‫الإجرامية العابرة للحدود تعمل كشبكات وتسعى إلى نفس أنواع المشاريع المشتركة‬

         ‫والتحالفات الإستراتيجية التي تتبعها الشركات متعددة الجنسيات الشرعية‪.‬‬

‫تتجدد سبل الجرائم العابرة للحدود في ظل المتغيرات التكنولوجية الناشئة‪ ،‬ويحاول‬

‫المجرمون التعاطي مع التكنولوجيات الجيدة في سبيل تحقيق أهدافهم‪ ،‬وفي هذا‬

‫السبيل لا يمكن إغفال الدور الذي يؤديه الدارك ويب في الجرائم العابرة للحدود‪ ،‬فقد‬

‫برزت برمجيات الويب المظلم أو الدارك ويب منذ عقدين من الزمان‪ ،‬كشكل من أشكال‬

‫التحدي‪ ،‬حيث قام عالم الحاسوب الإيرلندي إيان كلارك بإنشاء شبكة « فرينت» كنظام‬

‫تحٍ ٍد لشبكة الويب العادية‪ ،‬حيث حاول أن يؤسس شبكة تعمل بندية ضد شبكات الويب‬

‫العادية‪ ،‬تحاول هذه الشبكة أن تقوم بتوزيع البيانات بطريقة لا مركزية‪ ،‬وتعمل هذه‬
   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81